أكد الأمين العام لتجمع الوحدة الوطنية المهندس عبدالله الحويحي أن تجمع الوحدة الوطنية وُلد من رحم الأزمة التي عصفت بالبحرين¡ وأن المارد الذي ظهر في 21 فبراير لم يتوقعه أحد لا منظمو التجمع ولا حتى المسئولون¡ فقد تداعت الناس نحو الفاتح من كل صوب وحدب وقلبت المعادلة وأعادت بذلك التوازن لهذا الوطن ووقف أهل البحرين بكل مكوناته وقالوا للعالم نحن هنا من منطلق الخوف على الوطن وعلى العرض والأبناء والمستقبل¡ حيث كانت المؤامرة قاب قوسين أو أدنى¡ ولكن بفضل الله وبوقفة أهل الفاتح بقيادة الشيخ عبداللطيف آل محمود انقلب السحر على الساحر.جاء ذلك من خلال محاضرة «تجمع الوحدة الوطنية.. والمستقبل» التي ألقاها الأمين العام لتجمع الوحدة الوطنية المهندس عبدالله الحويحي في مجلس النائب عبدالرحمن بومجيد بأم الحصم مساء يوم الأحد الماضي¡ حضرها حشد كبير من أهالي أم الحصم والدائرة السادسة بالعاصمة وعدد من رواد وضيوف مجلس بومجيد¡ والمحاضرة تأتي في إطار الفعاليات الثقافية والتوعوية التي يستضيفها مجلس بومجيد على مدار العام.لماذا خرج التجمع¿وأضاف الحويحي أن التجمع خرج لكي يحفظ الحق الشرعي في هذا الوطن¡ ووجد ليحافظ على حق شعب البحرين في البقاء¡ وكان هدفه الدفاع عن وجودنا في الوطن وهو الهدف الأول والرئيسي في وجه الخونة الذين قالوا نحن باقون وانتم راحلون¡ وأشار الحويحي إلى أن هناك من يحاول إلصاق التجمع بالسلطة لأهداف متعددة لإفقاده المصداقية والتشكيك في مبادئه وتوجيهاته وتشكيك العالم فيه¡ وشدد الحويحي على أنه ليس من مصلحة النظام أن يلصق التجمع به¡ ويجب أن يكون مستقلاً مدافعاً عن حقوق الشعب¡ وقال الحويحي إن هناك من حاولوا التشكيك في التجمع لكنهم فشلوا¡ وهناك من يحاول أن يجعل التجمع قوة مناكفة للوفاق¡ ونحن نقول إن وجود التجمع هو لحفظ حقنا الشرعي¡ وان التجمع يمثل كل شعب البحرين سنة وشيعة ومسيحيين وبهرة¡ وهو يدافع عن كل الشعب حتى الأجانب المشاركين في التنمية ويعيشون بيننا يجب أن تجمعنا معهم الأخوة¡ ونحن في التجمع لدينا دائرة خاصة للجاليات من أجل الوصول بصوتنا إلى جميع العالم ولكي نبين ما الفرق بين التجمع وبين أولئك المخربين الذي أردوا خطف الوطن.ماذا قدمنا أو ماذا حققنا¿وقال الحويحي إن تجمع الوحدة الوطنية حقق خلال الفترة القصيرة التي أنشأ فيها ما لم تحققه الجمعيات في عشر سنوات¡ حيث اصدر التجمع 60 بيانا¡ بمعدل 10 بيانات في الشهر وبيان كل 3 أيام¡ تبين وتوضح كل المواقف التي تمثل جماهير التجمع وشعب البحرين داخليا وخارجيا¡ كما شارك التجمع في حوار التوافق الوطني وقدمنا العديد من المرئيات التي تجاوزات في أطروحاتها كل الجمعيات¡ مثل تحسين الوضع المعيشي والذي سبق أن جاء في ثاني خطاب لرئيس التجمع¡ ومازال الملف المعيشي لم يقفل حتى الآن ويجب أن يستكمل حيث مازلنا نأمل في حصول المتقاعدون ومنتسبي القطاع الخاص وجامعة البحرين على نصيبهم من ترتيبات تحسين الوضع المعيشي.الحرب التي شنت علينا حرب إعلاميةوفي إطار الاتصالات التي يجريها التجمع أشار الحويحي إلى أن التجمع التقى العديد من سفراء الدول العربية والأجنبية¡ ونقلنا إليهم وجهة نظر التجمع في ما حدث في البحرين¡ وذلك كان بناء على طلب كثير منهم¡ وهناك تواصل على أعلى مستوى مع العالم عبر اغلب القنوات الفضائية لنقل وجهة نظر الفاتح¡ كما تم إرسال وفود إلى مصر والسعودية¡ وهناك برنامج لزيارة أمريكا وبريطانيا والسويد لأن الحرب التي شنت علينا حرب إعلامية.وأكد الحويحي أنه تم فتح باب العضوية للانضمام إلى التجمع¡ وقد تلقينا طلبات بلغت عشرات الآلاف¡ ونطالب الناس بالانضمام إلى التجمع¡ لكونه يحمل رسالة مهمة نريد من خلالها أن نكشف زيف مقولة الأغلبية والأقلية¡ وشعب الفاتح هو من سيكسر الأرقام المزيفة ولدينا الثقة في هذا الأمر¡ وأضاف الحويحي أنه في سياق تحركات التجمع مع متطلبات لجنة تقصي الحقائق تم تشكيل اللجنة الحقوقية التي رفعت حوالي 8000 قضية وعددا من التقارير المهمة بهذا الخصوص.وأكد الحويحي أن للتجمع رؤية استراتيجية وبرنامجا سياسيا¡ ونحن في التجمع لا نعمل من فراغ¡ وسنعمل على الاستعانة بالعديد من الجهات والأفراد في الداخل والخارج للتمهيد لوضع برنامج سياسي يعبر عن شعب البحرين ويدافع عن حقوقه¡ ونحن نسعى لوضع خطط لفترة 10 شهور من الآن حتى شهر يونيو 2012 لكي ننجز عملنا وفقا لأسلوب التخطيط ونعمل لاستكمال الهيكلة للتجمع لهذا الغرض.وأوضح الحويحي أن التجمع يعتبر الآن أكبر كيان سياسي في البحرين وليس من السهولة بمكان تخطيه أو إغفاله في أية حلول أو قضايا تتعلق بمستقبل البحرين وشعبها¡ وأكد أن محاولات بث الإشاعات المغرضة التي تحاول النيل من التجمع يائسة¡ وقد تعهدنا بعدم الانجرار إلى حروب جانبية يمكن أن تؤدي إلى استهلاك طاقتنا في كلام فاض¡ ونحن نرى أن البعض ينتقدنا من باب المحبة والنصيحة ولكن البعض الآخر ينتقدنا بغضاً وكراهية¡ وخاصة الذين فشلوا في اختطاف البلد فإنهم يعملون على إسقاط التجمع من خلال بث سمومهم عبر العديد من الوسائل مثل مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.وأشار الحويحي إلى أن من أهم التحديات التي تواجه تجمع الوحدة الوطنية والتي يجب عليه أن يتصدى للقيام بها هو العمل على استنهاض هذا الشارع الذي غيب على مدار 40 سنة ولن يواجه الطوفان إلا بوعي سياسي¡ ومن التحديات أيضا إيجاد الوعي السياسي والثقافي وتفعيل المشاركة الشعبية وإعداد الكوادر الشبابية القادرة على للعمل وبناء الثقافة¡ وعلينا العمل على تغيير مفاهيم المكرمات والعطايا وتحويلها إلى حقوق¡ ونريد لهذه الثقافة أن تسود بين الشعب والسلطة.ومن التحديات أيضا موضوع الدعم المالي للتجمع¡ إذ إننا في الوقت الحالي نعتمد على أنفسنا ومصرون على الاستقلالية¡ وبهذه المناسبة فإننا نشكر جميع التجار الوطنيين الشرفاء الذين وقفوا مع التجمع منذ البداية على حسهم الوطني الذي دفعهم إلى دعم التجمع ونأمل منهم الاستمرار في ذلك¡ ومن التحديات أيضا الحرب النفسية والإعلامية التي شنت علينا والهجوم المنظم والممنهج الذي شن على التجمع والمراد منه إحباطنا¡ وأكد أمين عام التجمع أننا نسير بخطى حثيثة وواثقة بقيادة قائد المسيرة فضيلة الشيخ عبداللطيف آل محمود وبدعم من جماهير الفاتح التي لن تؤثر فيها الإشاعات ومحاولات الإحباط¡ ونحن وندرك أن طريقنا صعب¡ وسنتمكن من بناء المارد الذي سيحفظ البحرين وشعبها.وبعد نهاية المحاضرة تم فتح باب الأسئلة وقد أجاب الحويحي عن العديد من الأسئلة والمداخلات من قبل رواد المجلس في مختلف المواضيع المتعلقة بعمل التجمع¡ وقال الحويحي إن التجمع وضع للجميع¡ حيث تم تشكيل فريق للتواصل مع المنبر والأصالة لكي لا تؤثر الانتخابات على العلاقة بين هذه الأطراف¡ ونحن متمسكون بالتعاون والتنسيق معهم وحتى مع القوى الأخرى ليكون هناك صوت واحد.وأكد الحويحي: لا نريد الدخول في المهاترات والرد على التصريحات التي تنتقد التجمع¡ وأكد أننا ندعو إلى إقامة مجتمع مدني يكون أساسه المواطنة وليس الانتماء إلى المذهب¡ وأن النظام يمكن أن يستخدم التجمع ورقة ومن مصلحة النظام أن يكون هناك مسافة بيننا وبينهم ونحن مدركون لهذه الحقيقة¡ وأكد أننا لم نقف في الفاتح إلا من اجل البحرين وشرعية النظام ونتمسك به بكل قوة ليحفظ توازن الوطن باعتباره ينتمي إلى الخليج بعمقه العربي والإسلامي.وقال الحويحي إنه بالنسبة إلى الانتخابات القادمة فإننا نأمل أن يكون هناك قائمة واحدة مع الجمعيات الأخرى المتحالفة معنا مثل الأصالة والمنبر¡ واعترف الحويحي بقوله إننا لسنا راضين عن المستوى الإعلامي للتجمع وما زلنا نسعى للأحسن¡ ونحن مقصرون إعلاميا ولا اشعر بأننا متواصلون مع الناس بالكيفية التي تجيب عن كل ما يتوقعونه¡ كما أننا نعمل على تهيئة قاعدة بيانات للاتصالات الالكترونية والرسائل وغيرها والمطلوب دور إعلامي اكبر وشفاف وواضح للتجمع¡ وأكد أن دعم الشباب هو احد الهواجس والأولويات للتجمع وخاصة في مجال التعليم والزواج.أما بالنسبة إلى موضوع التنسيق والتحالف مع عدد من الجمعيات فإننا كنا مدركين بان الجمعيات الأخرى مثل المنبر والأصالة ستواصل وجودها وعملها المستقل¡ ونعتقد بان وجود الجمعيات الأخرى قوة للتجمع وليس ضعفا¡ وسيكون هناك تنسيق قوي معها.وفي رده على سؤال يتعلق بتحويل التجمع إلى جمعية سياسية أجاب الحويحي: هل كان يجب أن يبقى التجمع هلاميا وليس كيانا رسميا¡ وخاصة أن الأغلبية من شعب البحرين لا تنتمي إلى الجمعيات السياسية وكان يجب أن يكون لها صوت¡ وتحويل التجمع إلى جمعية سياسية من أجل أن يمثل بشكل قانوني هذه الأغلبية الصامتة¡ ولا يمكن العمل من دون الإطار الرسمي¡ وإذا تركنا التجمع بدون جمعية فإنه سيأفل ويموت مع الوقت.وأكد الحويحي أننا استطعنا تغيير الكثير من المفاهيم الملتبسة لدى الإخوة في مصر الشقيقة حول تداعيات الأزمة في البحرين¡ وكان موقف فضيلة شيخ الأزهر قويا وواضحا بان ما تعرضت له البحرين هو حركة طائفية بحتة.وأضاف الحويحي أن التجمع ابلغ القيادة بمطالب شعب البحرين لإجراء تغيير حقيقي في الكادر الوزاري الحكومي وخاصة الذين فشلوا في تنفيذ البرامج الموضوعة¡ ويجب تولية الأمر والمسئولية لذوي الكفاءة والخبرة ويجب إعطاء الفرصة ولدينا الكفاءات في جميع المجالات في المملكة.من جانبه أكد عبدالحكيم الصبحي رئيس الدائرة السياسية في التجمع أننا نحتاج إلى أن نبني الكيان المؤسسي القوي لاستنهاض الفئة الصامتة¡ ولأننا نريد أن يسمع صوتها لكي يحسب للتجمع كل حساب¡ أما في ما يتعلق بموضوع الأصالة والمنبر فإن الأمر اخذ اكبر من حجمه¡ وعن تحول التجمع إلى جمعية سياسية فإننا كنا أمام خيارين¡ جمعية سياسية أو الائتلاف والتحالف من اجل قضايا معينة¡ وأكد أنه سيكون هناك تعاون وتنسيق وتحالف مع الجمعيات الأخرى في هذا المجال.المشروع الأمريكي في المنطقةوشدد الحويحي على أننا يجب أن نكون مستعدين للمشروع الأمريكي في المنطقة الذي بدأ في السودان بانفصال الجنوب ويعمل على دولة أخرى في دارفور ثم ليبيا ومصر وتونس¡ ومن المقرر انتهاء مشروعه بالخليج مرورا بالبحرين. وأشار إلى أنه لا يستبعد تواطؤ أمريكا وإيران حول البحرين كجزء من اللعبة السياسية لتوزيع النفوذ في المنطقة لتبقى المنطقة للهيمنة الصهيونية¡ كما أكد الحويحي أن التجمع يسير باتجاه حراك شعبي لرفض تعيين السفير الأمريكي الجديد في البحرين¡ حيث إنه كان مساعدا لبريمر في العراق¡ كما أننا بصدد صياغة رسالة الكترونية للرئيس الأمريكي أوباما ننتقد فيها كلامه حول البحرين وتدخله السافر في شئونها ورفض تعيين السفير الجديد¡ ونشدد على سعي التجمع لبناء شبكة علاقات مع السفارات الأجنبية والجمعيات الدولية الحقوقية ونحتاج إلى فترة طويلة لإنجاز ذلك.