أكد الدكتور هاشم الباش عضو جمعية الميثاق بأن تاريخ 14 فبراير يعتبر يوما تاريخيا لمملكة البحرين وشعبها حيث عاش الوطن والشعب فرحة كبيرة بمناسبة التصويت على ميثاق العمل الوطني والذي أسهم في تحقيق حقبة جديدة للملكة ¡ جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الباش في مجلس النائب بومجيد مساء يوم الأحد الماضي بحضور حشد كبير من أهالي المنطقة وعدد من أعضاء الجمعيات السياسية والإسلامية في المملكة . وبين د. الباش بأن ميثاق العمل الوطني عقد تعاقدي بين حضر ة صاحب الجلالة الملك وشعب البحرين الوفي حيث جاء المشروع الإصلاحي لإخراج البحرين من مأزقين سياسي واقتصادي وذلك ببناء رؤية جديدة للمستقبل حيث الميثاق يعطي أهداف عامة وانعكاس على الدستور والمؤسسات الوطنية مثل المحكمة الدستورية ويعتبر الميثاق خريطة طريق في ظل عالم جديد الآن مترابط في ظل العولمة بسبب تطور الاتصالات الحديثة .وأكد الباش بأن البحرين واجهت التحدي في هذا المجال حيث لابد من تطوير المستوى المعيشي للمواطن وقد أتى المشروع الإصلاحي وميثاق العمل الوطني بعد تعطيل الدستور والبرلمان وغياب المشاركة السياسية ¡ وكانت هذه الفترة حاسمة جداً لتغيير الكثير من المفاهيم وإنشاء مؤسسات المجتمع المدني وإطلاق الحرية الصحفية حيث شكلت هذه الأمور نقاط متقدمة في مجتمع البحرين بسبب هذا المشروع .وأكد الباش بأن التحدي الاقتصادي يلقي ثقلا كبيرا على الدولة في كيفية مواجهة نقص المهارات في ظل المنافسة الجديدة في الصناعة والتجارة والبحث عن الجودة وتحتاج الوظائف المستقبلية للتدريب وعليه فقد أقدمت البحرين على تشكيل هيئة إصلاح التعليم والتدريب وتم اعتماد النظرة المستقبلية والتي تتركز على الحرية الاقتصادية بمشاركة القطاع الخاص بأكبر قدر ممكن في ظل منافسة الجودة على المستوى العالمي .ثم تحدث الباش على ميثاق العمل الوطني وقال أنه يتكون من عدة أبواب وهي المقومات الأساسية للمجتمع ونظام الحكم والأسس الاقتصادية للمجتمع والأمن الوطني والحياة النيابية والعلاقات الخليجية والعلاقات الخارجية ¡ وفي حديثه على الباب الثالث من الميثاق تحدث الباش عن الموارد في البحرين وطموحنا إلى أين يسير حيث أننا نواجه قلة الموارد وصغر حجم الأرض المتاحة وهذا يعتبر تحدي كبير للبحرين نظراً لمحدودية النفط والغاز وندرة المياه.وعن ما تم انجازه اقتصادي تحدث الباش عن تحسن الوضع في الخمس السنوات الأخيرة حيث وصل سعر النفط إلى 147 دولار وأدى ذلك إلى وجود فائض لزيادة الأنفاق على المشروعات والخدمات إلا أنه بعد هبوط سعر النفط إلى 45 دولار أصبح هناك تحد جديد للبحرين والمنطقة.وأكد الباش أنه من الضروري العمل على جذب الكثير من الاستثمارات وإيجاد الوظائف وتوفير الخدمات الصحية والإسكانية وتوفير سبل الراحة وقد ارتفع متوسط العمر في البحرين من 68 إلى 75 سنة وهذا الأمر يعتبر ذو أهمية بالغة في المجتمعات المتقدمة وقد انخفض عدد وفيات المواليد وهذا يعني حدوث تحسن طبيعي ناتج عن زيادة الأنفاق على مشروعات الخدمات الصحية ¡ وأكد الباش بأن القضية الأساسية هي المنافسة الكبيرة في القطاع الاقتصادي فكيف نستطيع جلب استثمارات للبحرين في ظل تخوف من تكرار الأزمات الاقتصادية والمالية الطارئة.وتحدث الباش عن رؤية البحرين 2030 وكيف ستواجه المملكة الوضع الاقتصادي والاجتماعي بعد 20 سنة من الآن¡  حيث يتطلب ذلك الاستمرار في التمنية وتراكم رأس المال وزيادة النمو وارتفاع الأجور وتنمية الاقتصاد أكثر من النمو السكاني من أجل تغطية الزيادة ¡ ولابد أن تتكفل الدولة باستمرارية تقديم الخدمات للفئات الخاصة مثل المتقاعدون والمرض وذوي الاحتياجات الخاصة وأكد الباش بأن رؤية مملكة البحرين 2030 مرتبطة أساساً بالمجتمع وتطوره والتي تتطلب شفافية في العمل وتطوير جهاز الرقابة المالية وتوفير معلومات كافية وواضحة وإيجاد التشريعات والقوانين.كما أكد الباش بأن ميثاق العمل الوطني نص على المحافظة على البيئة والموارد في المملكة وأن مرور8 سنوات منذ صدور الميثاق ليست بالفترة الكبيرة في عمر المجتمعات.وتتركز رؤية البحرين 2030 على ثلاث محاور محليا وإقليميا وعالمياً وكيف نريد مستقبل البحرين بعد عشرين سنة ولا يمكننا أن نغفل عن ما يدور حولنا لأننا مرتبطين بجميع دول العالم بسبب العولمة¡ حيث يعتبر الإنسان المحور الأساسي للمنافسة العالمية ويجب أن يتحلى بالتعليم والمهارة وتتضمن الرؤية كذلك إصلاح مجال التعليم في المملكة وكذلك إنشاء هيئة جودة التعليم والتدريب.وتطرق الباش للمبادئ الأساسية للرؤية وهي الاستدامة وتطوير التدريب والتعليم خاصة في العلوم التطبيقية والابتكار والاختراع بالعلم والمعرفة والحفاظ على التراث الثقافي والتركيز على الإنتاجية العالية الجودة وجذب الشركات الصناعية والتي تعطي قيمة مضافة وكذلك استثمار التشريعات بجذب الأموال والمحافظة عليها وأيضا تحقيق العدالة والشفافية في التوظيف والمزادات والمناقصات¡ وأكد على أن خطوة البحرين هذه تعتبر متقدمة جداً وأصبح العالم جميعه يتحدث عن نموذج جديد وصغير  ومتقدم من ناحية تجربة المشاركة .وفي نهاية المحاضرة افتتح باب الأسئلة والتي شارك فيها العديد من رواد المجلس في موضوع المحاضرة ومواضيع أخرى ¡ كما شارك عدد من الحاضرين في مداخلات تتعلق بموضوع المحاضرة ومنهم محمد شاهين البوعينين عضو جمعية الميثاق والسيد يوسف بوزيد والسيد عبدالله بوغمار من جمعية الصف الإسلامي.